الانسجام الثقافي شرط التنمية الراشدة

209

يجب الاعتراف بأن موضوع التنمية بالغ التراكبية والتعقيد حيث يكاد يتعذر تحديد نطاقه ومساحته. وإذا بدأنا بما يتبادر عادة إلى الذهن من أن التنمية إنما هي في المجال الاقتصادي، ظهرت الأسئلة المتعلقة بما يجب أن تكون هذه التنمية، صناعية أم تجارية أم زراعية.. وسرعان ما يتبين أن هذا الأمر متعلق ببيئية البلد وموارده الطبيعية؛ ويتلو ذلك مباشرة السؤال عن المهارات المحلية والمستويات العلمية المتوفرة في هذا البلد. ثم تتبادر إلى الذهن مسائل التنافس الإقليمي والعالمي ودور الجغرافية السياسية في كل ذلك. أي أنه بدون عناء كبير في التفكير، يدرك المرء أن التنمية التي تبدو لأول وهلة أنها قضية اقتصادية بحتة، تتعلق لزوماً بمجالات كثيرة على رأسها حقول السياسة والتعليم والعلاقات الدولية والبيئة.. إلخ، هذا إذا اقتصرنا على الأوجه العملية عند التفكير بمسألة التنمية.

أما إذا استحضرنا الأوجه الأكثر تجريداً لمفهوم التنمية لوجدنا أنفسنا نطرح أسئلة عن معنى هذا المفهوم وحدوده وارتباط مقتضياته بالجذور الثقافية والشاكلة الحضارية، وما هو نوع التنمية المطلوبة وما هو المحكّ الذي يجعلها مطلوبة ممدوحة أو متروكة مذمومة.

اِقرأ المقال: الانسجام الثقافي شرط التنمية الراشدة