فلسفة التعارف: اجتهاد قرآني تأسيسي أولي جديد

774

يقول تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا} [الحجرات: 13]:

1- {يا أيها الناس}: خطابٌ للبشرية كلها بتنوعها وتعددها واختلاف ألسنتها وألوانها… وهو نداءٌ يخاطب “الكينونة الإنسانية” في جميع البشر – ولازِمُ ذلك تساويهم في “المقام” و”الكرامة” و”التكريم”-، ومن ثم: فهو خطاب “عالمي” و”إنساني” التوجه والوِجهة.

2- {إنا خلقناكم من ذكر وأنثى}:

أ- تذكيرٌ بحقيقة “وحدة الأصل” الإنساني للبشرية جمعاء رغم اختلاف الناس وتعددهم وتباعدهم في المكان والزمان والأفكار، فهم – رغم كل شيء- “أسرة واحدة ممتدة زمانياً ومكانياً”… ووحدة الأصل هذه تستلزم التساوي في “المقام” و”الكرامة” و”التكريم”، وتنفي – تحت أي دعوى من الدعاوى- أوهام استعلاء بعض الأجناس أو القوميات أو الأعراق أو الشعوب على بعض.

ب- وتذكيرٌ كذلك بعنصر “الزوجية” و”الثنائية” و”التعددية” التي قام ويقوم عليها الكون بكل ما فيه؛ فلا “انفراد” ولا “استفراد”، بل “اجتماع” و”مجامعة” و”جماعية”؛ فتَصَوُّرُ الوجود في الإسلام قائم على واحدية وأحدية ووحدانية الله تعالى، وزوجية وثنائية وتعددية كل ما عداه.

3- {وجعلناكم شعوباً وقبائل}: إقرار وتذكير بحقيقة “التنوع الإنساني” العرقي والاجتماعي والتاريخي (ومن ثم: الفكري)؛ فالتنوع في الألسن والألوان والأعراق يَؤُول -ولا بد- إلى تنوع في الدين والمذهب والمرجعية والرؤية الفلسفية والنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.

وهو ليس فقط مجرد “إقرار” و”تذكير”، بل هو أرقى وأعلى، إنه “جَعْلٌ” إلهي، و”إرادة” إلهية، فمَن ذا الذي يفكر في محوها أو إلغائها أو تقليصها ؟! مع ما في ذلك من المضادَّة لله تعالى، أعاذنا الله وإياكم.

وهذا الجعل والإقرار والتذكير يستلزم – مستبطناً-، ويستبطن – مستلزماً-:

أ- أهميةَ التواصل – بكل أنواعه وألوانه وأطيافه وتجلياته- بين “مختلَف مكونات” الشعب الواحد؛ ليظلَّ “شعباً” (لا ليصبح شِيَعاً وأحزاباً متباغضة متغاضبة متحاقدة متقاتلة)… ولا يكون ذلك قط باعتماد آلية “الصراع المسلح”، ونشر “الأحقاد” و”الضغائن”، و”احتقار” المكونات الأخرى، وإلا فَنَتْ هذه “المكونات” فناءً!

وإنما يكون ذلك بالسماحة والتواصل الحنون، في إطار من الكرامة والتكريم.

ب- وأهميةَ التواصل بين “مختلَف الشعوب”؛ لتظل “شعوباً” (لا نُسخاً كربونية متكررة من جهة، ولا أشلاءً مبعثرة من جهة أخرى)… ولا يكون ذلك قط باعتماد مفاهيم “صراع الحضارات” و”صراع القوى” و”المركزية الكونية للذات”، وآليات “الاحتلال” و”الاستلحاق” و”التبعية” و”الهيمنة”.

وإنما يكون ذلك بالاعتراف المتبادَل بالحق في الوجود، وبتبادل العلوم والمعارف دون احتكار لها، وبالتعاون فيما هو مشترك إنساني عام وفيما هو محل اتفاق، وبالتنافس الشريف فيما هو محلٌّ للمنافسة، وبالدَّفْع- بالتي هي أحسن كلما أمكن – فيما هو محل للتدافع، كل ذلك في إطارٍ من الاحترام المتبادَل للهُويات والخصوصيات.

4- {لتعارفوا}:

أ- في اللغة: العَرْفُ: الرائحة الطيبة العطرة الزكية.

وعَرَفْتُ الشخصَ؛ أي: أصبتُ عَرْفَه؛ أي: رائحته.

وأعرَفَ الطعامُ؛ أي: طاب عَرفُه؛ أي: رائحته.

وعرَّفه؛ أي : جعل له عَرفاً؛ أي: رائحةً طيبةً؛ أي: طيَّبه وحسَّنه… يقول تعالى: {يُدخلهم الجنة عرَّفها لهم} [محمد: 6]؛ أي: طيَّبها وحسَّنها وزينها لهم وشوَّقهم إليها.

ومن ثم، فالمعروف هو المستَحسَن غيرُ المستقبَح؛ وهو الأمر بين الناس إذا رأوه لا يُنكرونه (أي لطِيبه وحُسنه)؛ إنه اسم لكلِّ أمرٍ يُعرف بالعقل أو بالشرع حُسنه.

والمعرفة: إدراكُ الشيء بتفكرٍ وتدبرٍ لأثره (وهو تعريفٌ منبثقٌ عن: إدراكِ وجود الشيء الطيب بوجود أثرِ رائحةٍ طيبةٍ له)؛ أي العِلم المتوصَّل إليه بتفكر.

وتعارفوا: أي تعرَّف بعضهم إلى بعض (وفيه إدراكٌ متبادَل للوجود والماهية في جوٍ طيِّبٍ معطَّر زكي يُغلِّفُ المكان) وعَرَف بعضهم بعضاً.

فالتعارُف: تفاعُلٌ في المعروف… تفاعُلٌ فيما هو معروفٌ ومتعارَف عليه… أي إقامة العلاقات بين الناس بالمعروف ووفق ما يتعارف عليه الناس… أي إقامة العلاقات بين الناس بالحسنى وفيما هو مستحسن.

والتعارف يقابل التناكر، يقول تعالى: {فعرفهم وهم له منكرون} [يوسف: 78]، ويقول عليه الصلاة والسلام: “الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف” … ومن ثم، فالتعارف يستلزم التآلف- وسيأتي لذلك مزيد بيان-، بينما التناكر يستلزم التخالف… وبهذا تَنْبُت متتاليتا الثلاثية: التعارف فالتآلف فالتفاعل والتعاون والتكامل.

ب- {لتعارفوا} إذاً: هو نوع العلاقة التي يجب أن تكون بين البشر -المتنوعين بالضرورة؛ كما أكَّد الوحيُ والتاريخ والواقع- مادياً ومعنوياً، معرفياً واجتماعياً؛ ليتم إعمار الأرض واكتشاف كنوزها وخيراتها وتبادل منافعها؛ بأن تكون “بيتاً تعارفياً تآلفياً تعاونياً مشتركاً عامراً آمناً حاضناً” للجميع.

و”عالمية التوجه التعارفي” هذه من خصائص الإسلام:

– فرَبُّ رسولِ هذا الدين ليس رباً محلياً أو إقليمياً أو عرقياً أو عنصرياً، بل هو {رب العالمين} [الفاتحة: 2] كل العالمين، و{رب الناس} [الناس: 1] كل الناس.

– ورسولُ هذا الدين ذاته، ما أرسله ربه إلا {رحمة للعالمين} [الأنبياء: 107]، {يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً} [الأعراف: 58]، {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً} [الفرقان: 1]، و”كان النبي يُبعث إلى قومه خاصةً، وبُعثتُ إلى الناس كافة” [متفق عليه].

– وكتابُ هذا الدين، ليس للعرب وحدهم، {إن هو إلا ذكرٌ للعالمين} [ص: 87]، و{ذكرى للعالَمين} [الأنعام: 90].

فهذه هي طبيعة الدين نفسه؛ فهو ليس دعوة عربية ولا شرقية ولا غربية ولا عرقية ولا إقليمية، بل هو دعوةٌ “للعالمين”، كل العالمين.

فكيف يكون الرب عالمياً، ورسوله عالمياً، وكتابه عالمياً، ودينه عالمياً، دون أن يدعو هذا الدين “للتفاعل” مع “العالمين” (ولا يكون “تفاعل” إلا بعد “تعارف”، بكل ما يستلزمه هذا التعارف، على ما سيأتي بيانه تفصيلاً بعدُ)؟! وكيف بالعالمين “المُكَرَّمين” – {ولقد كرمنا بني آدم} [الإسراء:70]-؟!

5- و”المعرفة” (والتي لا تكون إلا في جوٍ طيِّبٍ معطَّر زكي) لا يمكن – بضرورة التعريف والمنطق معاً- أن تقوم على النار، وإنما تستلزم النور.

ولا يمكن أن تقوم على السيف، وإنما تستلزم الاستماع والحوار.

ولا يمكن أن تكون صدامية (فالصدام مآله الإفناء، ومن ثم: فعلى مَن، ومع مَن، نتعارف؟!)، وإنما تستلزم أن تكون تآلفية تعاونية تبادلية (ومن ثم: تكاملية).

ولا يمكن أن تتم في جو مشحون بالكراهية وضيق الصدر، وإنما تستلزم المودة واللطف ورحابة الصدر.

6- وقيام “التعارف” يستلزم – من جهة السلب-:

– انتفاءَ نية النزاع والصدام.

– وانتفاءَ النزعة الاستعلائية وشهوات الهيمنة.

– وانتفاءَ ازدواجية المعايير في التعامل -مِن قبيل {ليس علينا في الأميين سبيل} [آل عمران: 75]-.

– ونفيَ أي ادعاء باحتكار الفضائل في قطاع بعينه دون غيره من البشر، ونفيَ أي ادعاء بتجمع الشرور والرذائل في قطاع بعينه دون غيره من البشر؛ ذلك أن الفضائل والرذائل [مَشاعٌ بين الأمم والشعوب، تتفاوت فيها بالكسب والتدافع، فتتعدل مواريثها منها، وتتفاوت أرصدتها فيها، دون أن تكون حظوظها منها طبعاً وجبلةً يستعصيان على التعديل والتغيير] .

ويستلزم – من جهة الإيجاب-:

– الاعترافَ المتبادَل بالحق في الوجود والتنوع والاختلاف (أي قَبولَ التعددية)، واحترامَ كينونة الآخَر وذاتيته وهُويته وخصوصياته.

– والاستماعَ المتبادل للأفكار والتصورات.

– وتبادُلَ العلوم والمعارف دون احتكار لها، والتعاونَ المشترك على فضِّ مغاليق الحياة والكون المادية والمعنوية، وارتيادِ آفاق البحث والتجريب.

وبتعبير آخر: “التعارف” يستلزم “الرغبةَ” في اللقيا والتفاعلِ الحَنُون معنوياً ومادياً.

وهذا الاستلزام يستبطن ويَؤُول معاً إلى “التآلف” الذي يُبقي على ذاتية العناصر التي تم التآلُف بينها، ويحافظ عليها؛ لتتفاعل معاً دون نفيٍ لأي منها أو تذويبٍ لأحدها في الآخَر.

و”تعددية التمايز” هذه (التمايز إلى “ذكر” و”أنثى”، وإلى “شعوب”، وإلى “قبائل”، مع كل ما يستلزمه ذلك ويترتب عليه ويؤول إليه): إنما تقوم في إطار “جامع التعارف” بين بني الإنسان… فليس يجوز في الحكمة أن يكثر/ يتعدد/ يتنوع الناس ولا يختلفوا، وليس يجوز كذلك أن يكونوا منتسبين إلى جنس واحد – هو جنس بني آدم- ولا يأتلفوا!

وإذا كان هذا هو الحال مع المختلِف عنا، فما بالنا بِمَن هو منا!

7- ومآلُ “التعارف”:

أ- الإدراكُ الواقعي للآخرين، أفكاراً وأشخاصاً وذواتٍ وماهيات، دون وسائط أو حواجز، ومن ثم، تصحيح الصورة النمطية عنهم، مما يفضي إلى إحسان التعامل معهم.

ب- الحوارُ حول الأفكار.

ج- التبادلُ للخيرات والخبرات، والتعاونُ والتكامل والتساند في الإنتاج والإعمار.

هـ- استباقُ الخيرات؛ فبقيام التعارف، الذي يستلزم انتفاء نزعة الاستعلاء والاستكبار التي تُجَمِّد مبدأ الاستباق ، ينفتح الباب على مصراعيه للاستباق، خاصةً وأن التنوع والتعدد والاختلاف والتمايز هو “المحفز الكيميائي الأكفأ” و”داعي التدافع الأعظم” على خوض اختبارات المنافسة والاستباق في ميادين الإبداع والارتقاء بين الفرقاء المتمايزين المختلفين… يقول تعالى: {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات} [المائدة: 48]، {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات} [البقرة: 148]… فلولا التعددية والتنوع والاختلاف- في إطار التعارف لا التحارب – لَضَمُرَت حوافز الاستباق ودواعي التدافع وأسباب التنافس بين الأفراد والأمم والشعوب والأفكار والمذاهب والديانات والفلسفات والحضارات، ولأضحت الحياة سكوناً آسناً متعفناً، ومواتاً لا حيوية فيه ولا تجدد ولا نماء.

وجماع الأمر كله أن “التعارف” :”تواصلٌ تفاعلي حَنون” في المعرفة والاجتماع معاً، لا “استتئصالي عدواني” ولا “سكوني سلبي”، لا “انغلاق” فيه ولا “ذوبان”.

ففلسفة التعارف – التي أصَّلنا لها ههنا- رؤيةٌ:

– إنسانيةُ الوِجهة (تعيد الاعتبار للإنسان وتؤكد على كرامته ومحوريته؛ سيداً في الكون لا سيداً عليه، مستخلَفاً فيه لا قاهراً فوقه).

– ربانيةُ المصدر (أرشد الوحي إليها وأكد عليها).

– تدعو إلى [التفاعل بين الحضارات، والتلاقح بين الثقافات، والمقارنة بين الأنساق الفكرية، والتآلف والتعاون والتساند والتكامل بين الأمم والشعوب والدول… ترى العالَم “منتدى حضارات”، بين أعضائه مساحات كبيرة من “المشترك الإنساني العام” يمكن التعاون فيها والبناء عليها، ولكلٍّ منهم “هُوية حضارية وخصوصية ثقافية يتميز ويتفرد بها” و”مصالح وطنية وقومية وحضارية واقتصادية وأمنية تخصه” لابد من مراعاتها] ، في إطارٍ مِن “تكامل المصالح وارتفاقها وتوازنها” لا “تضادها وتنافيها وصراعها”، وعلى قاعدةِ المساواة في الكرامة، والعدالة في المعاملةِ وتبادلِ المنافع، بلا طغيان ولا إخسار، بدلاً من فلسفات ونزعات الصراع والهيمنة والقهر والاستغلال.

والله تعالى أعلى وأعلم

_____________________

الهوامش

1. بكل ما يفيده مفهوم “التشعب” من تداخل وتماسك بَيْنِيٍّ من جهة، ومن خصوصية وحفاظ على الذات من جهة أخرى (وإلا فكيف يكون “تَشَعُّب” بين منسحقِين متلاشِين أو بين متطابقِين متماثلِين؟!)
2. بكل ما يفيده مفهوم “التشعب” السابق توضيحه في الهامش السابق
3. تدبر قول الحق جل في علاه: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]… {ادفع بالتي هي أحسنُ السيئةَ نحن أعلم بما يصفون} [المؤمنون: 96].
4. أخرجه مسلم (2638) موصولاً، والبخاري (3336) تعليقاً.
5. وكيف “ينبِذ” أتباعُ الدين مَن كرَّمتهم تعاليم الدين؟!
6. وكيف يدعو أتباعُ الدين إلى “مقاطعة” و”اجتناب” و”عدم مخالطة” بل و”إهانة” مَن كرَّمهم الدين؟!
7. وكيف “يحتقر” أتباعُ الدين مَن كرَّمهم الدين؟!
8. وكيف يُقبَل في مَن كرَّمهم الدين أن نصنفهم – بلسان المقال حيناً وبلسان الحال في أكثر الأحايين- “بشراً من الدرجة الثانية”؟!
9. “بنوة البشر لآدم” هي مناط تكريمهم، وهذا وصفٌ ثابت لا يزايلهم ولا يفارقهم أينما وكيفما وحالما وُجدوا، وإنما جُعلت الإنسانيةُ مناطَ التكريم لأجل كفالةِ اللهِ للإنسان حريةَ الاختيار بين أن يؤمن أو يكفر- وهي أم القضايا- ، تلك الحرية التي صانها مانحها ذاته حتى عن تدخله؛ فأبى أن يُكرِه أحداً على الإيمان، وحرَّم على عباده الإكراه في الدين، بإطلاق وتعميم، ابتداءً وإبقاءً… فتكريمُنا للإنسان امتدادٌ طبيعي وابنٌ شرعي للتكريم الإلهي له بالحرية التي كفلها لإياه… لقد أكرمه الله وكرَّمه بالحرية ونحن نُكرمه لأجل هذا التكريم الإلهي له (وقَبُولُنا للآخَر غيرِ المسلم ليس قبولاً بكفره أو شركه أو وثنه، وإنما هو قبولٌ بالتكريم الإلهي له؛ قبولٌ بحرية الاختيار التي كفلها الله له، وبنتيجتها كيفما وقعت؛ إنه قبولٌ شرعي بوجوده على ما هو عليه لا قبولٌ عقدي بشرعه أو معتقَده)… ولا يستقيم أن أمنح شخصاً الحرية الكاملة – في الدنيا- في أن يؤمن أو لا يؤمن ثم أضيق عليه فيها تضييقاً إن هو اختار شيئاً مما خُيِّرَ فيه، إنْ لم يكن هذا مِن الإكراه في الدين فلا أدري كيف هو الإكراه؟! .. لقد كرَّم الله الإنسان – في قضية الاعتقاد؛ وهي رأس القضايا- بالحرية فيها، فلا يستقيم أن نُهينه نحنُ بالتضييق عليه عند ممارسته إياها، مهما كان اختياره فيها!
10. ومَن شاء مزيدَ توسع بهذا الخصوص تحديداً، فليتفضل مشكوراً بالنظر في: الحرية الفكرية والدينية – رؤية إسلامية جديدة، د. يحيى رضا جاد، تقديم د. أحمد كمال أبو المجد، د. جمال الدين عطية، د. محمد هيثم الخياط، ط 2، 2014م، الدار المصرية اللبنانية – القاهرة.
11. مقولة لأستاذنا وشيخنا الجليل د/ محمد عمارة.
12. تدبر قول الله تعالى: {ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا وما كانوا سابقين} [العنكبوت: 39].
13. إذ الأخير مآله الإفناء للآخَر، ومن ثم: سيادة النموذج الواحد والوحيد، ومن ثم: ذبول ملكات الإبداع (فالإبداع لا تنقدح شرارته إلا بالمعاناة والتحدي والاختلاف)، ومن ثم: السكون الآسن والتعفن والموات (فالإبداع مثلما العبقرية: لا ينزل من السماء على بني كسلان).
14. مقولة لأستاذنا وشيخنا الجليل د/ محمد عمارة.