آفـــات الــتَــدَيـّـُـــن
خلق الله الإنسان من صلصال من حماٍ مسنون ثم سواه ونفخ فيه من روحه. وأنزل الله تبارك وتعالى الدين والشرائع ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. فالإنسان لو تُرك دون رسالة ترشده وديانة تهديه لظهرت في تصرفاته وسلوكه هشاشة وخواء الصلصال وظلمة الطين ونتن الحمأِ المسنون. فالدين والشرائع هي من ذلك الروح الإلهي الذي يوجه الإنسان في معارج التزكية والكمال ليحيا الحياة الطيبة في الدنيا وينال السعادة في الآخرة على ما سعى في ضبط نوازع ورعونات الجِبِلَّة الطينية وكبح جماحها. {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52].
ولقد شهدت البشرية دورات من الصعود والهبوط والهدى والضلالة، وكان الله سبحانه كلما شَرَد الناس وعمّ الفساد يبعث الرسل ليعيد الناس إليه ويذكرهم بعبوديتهم له، ويرسل من الشعائر والشرائع ما يتناسب مع أحوال الأقوام وبيئاتهم وظروف حياتهم. إلى أن أرسل الله سبحانه وتعالى خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل، وجعل من خصائص شريعته أنها خاتمة وأنها عالمية، بكل ما تستلزمه الخاتمية والعالمية من المرونة والشمول والتوازن، ليكون الدين مَعانٍ وحِكمٍ ومصالح معقولة منضبطة بالوحي، تستوعب الحاجات الإنسانية المتجددة وتسمح للنضوج الإنساني أن يبلغ مداه.
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
لقد اكتمل الدين عقيدة وشريعة، ومثّـله النبي صلى الله عليه وسلم نموذجاً بشرياً واقعياً، وتمت النعمة باكتمال شطريها ‑النظرية والنموذج‑ ورضي الله سبحانه لعباده الدين أن يكون إسلاماً يتمسكون به بطواعية وخضوع وطاعة واستسلام. فالإسلام هو اسم للملة السمحاء التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم ولكن معنى الاسم ودلالاته اللغوية مقصودة كشرط لصحة التدين وصحة التمسك به لتحقق الملة غايتها الكونية {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
وكان من تمام النعمة أن سجّل القرآن الكريم ما وقعت به الأقوام السالفة من أخطاء وغلو في تدينهم والتزامهم بشريعتهم ليكون المسلمون على بينة، ولا يتشوه المنهج بأخطاء حامليه ومن يمثله. فحذّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من التورط في أخطاء من سبقهم من أتباع الرسل: “لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جُحر ضَبٍ لسلكتموه” (صحيح البخاري). وكان العلماء العاملون المجددون يبينون ويوضحون ما وقعت فيه الأمة من ابتعاد عن حقيقة المنهج حتى يعود للدين معناه ويعود للشريعة دورها في تزكية الحياة.
وأول ما نبّه عليه القرآن الكريم من آفات التدين النفاق. ذلك الخلق من المراوغة والتلوّن والانتهازية الذي يُظهر الموافقة عندما تلوح المصلحة والمكاسب. فإذا جاء الابتلاء والامتحان ظهرت حقيقة الكذب والخداع. وإذا كان النفاق يعكس شكوكاً في أصل الإيمان، فهناك آفاتٌ أخرى للتدين لا تعكس شكاً في أصل الإيمان بقدر ما تعكس جهلاً بحقيقة الدين أو طبيعته ومقاصده ووظيفته في حياة الفرد أو الجماعة.
وهذا الجهل بحقيقة الدين ودوره هو الذي حمل الإمام الغزالي على تصنيف كتاب “إحياء علوم الدين” والذي يقول في مقدمته: “فأما علم طريق الآخرة وما درج عليه السلف الصالح مما سماه الله سبحانه في كتابه فقهاً وحكمةً وعلماً وضياءً ونوراً وهدايةً ورشداً فقد أصبح بين الخلق مطوياً وصار نسياً منسياً… وصدّرت الجملة بكتاب العلم… وأحقق ميل أهل العصر عن شاكلة الصواب وانخداعهم بلامع السراب واقتناعهم من العلوم بالقشر عن اللباب… فأما ربع العبادات فأذكر فيه من خفايا آدابها ودقائق سننها وأسرار معانيها ما يضطر العالم إليه، بل لا يكون من علماء الآخرة من لا يطّلع عليه، وأكثر ذلك مما أهمل في فنّ الفقهيات”. اه
فالاهتمام بأشكال العبادات وصورها مع الغفلة عن دورها في التزكية وربط القلب بالله والأُنس بمناجاته، هو السراب الخادع وهو القشور التي لا تُغني عن لب العبادة ومقصدها. وكذلك فإن الاهتمام بإجرائيات المعاملات وشروطها وأشكالها مع الغفلة عن مقاصد تلك الإجرائيات والشروط في تحقيق مصالح الأحكام ومقاصدها هو سراب خادع. فالعبرة بالمقاصد والمعاني لا بالأشكال والألفاظ والمباني.
ومن آفات التدين التي اُبتلي بها اليهود والنصارى، الانتقائية المزاجية في الأخذ أو الترك. فالله سبحانه خاطب اليهود مستنكراً هذه الانتقائية قائلاً: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}؟ [البقرة: 85] ووصف النصارى قائلاً: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة: 14] وقد تسلل هذا الداء إلى المسلمين فترى الانتقائية تتجلى عند بعضهم في الاهتمام بالعبادات والنوافل والغفلة عن مراعاة حقوق الناس وحقوق الزوجة والأولاد والجيران، وكأن الاهتمام بالعبادات لم يؤدّ دوره في التزكية واليقظة لأداء الحقوق والتنزه عن المظالم. ومن أوضح تجليات هذه الانتقائية الانسياق وراء ما تفرضه توجهات العلمنة والتغريب من تفريغ للفضاء العام من توجيهات الدين وصبغته واستبدالها بالتوجهات الغربية الثقافية والاقتصادية، فينحصر التدين عملياً في إطار الحياة الشخصية، فترى مظاهر الثقافة الاستهلاكية والتكاثر والتفاخر والترف والسرف وتطبيع مظاهر السفاهة والتفاهة والاهتمام بالكماليات وإهمال التكافل بما يزيد في الفجوة بين الفقراء والأغنياء بكل ما تستتبعه من توتر واضطراب اجتماعي لا يعكس الحياة الطيبة التي ينشدها الدين للمؤمنين.
ومن آفات التدين التي اُبتلي بها اليهود والنصارى الادّعاء والتبجّـح بالنجاة لمجرد الانتماء: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ} [المائدة: 18]. {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [البقرة: 135]. وخاطب القرآن الكريم محذراً أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]. لقد أعلن القرآن الكريم: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]. ولا بد من فهم حقيقة هذا الإعلان حتى لا يقع أتباع محمد بما وقع به من كان قبلهم. فالدين يطلق في سياق الآيات على معنيين: أولهما: الحالة العقلية والقلبية من الخضوع والاستسلام والطاعة والانقياد. وهذا المعنى من الدين مماثل لقوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89]. فالقلب السليم هو القلب الذي تمثل معاني الخضوع والاستسلام والطاعة والانقياد لله. فيكون معنى الآية متطابق مع قوله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ}.
والمعنى الثاني للدين: هو الملّـة أو النظام الشامل من العقائد والعبادات والأخلاق والقيم التي تكفل الوصول إلى الحالة العقلية والقلبية لمعنى الدين.
ويكون معنى التدين على هذا أحد معنيين: العهد على الالتزام بمدلول الدين من الخضوع والطاعة والامتثال والانقياد لمقتضى القيم والمثل والأخلاق. والمعنى الثاني هو الانتساب إلى الملّة أو الهوية الجماعية. وهنا لا بد من التمييز بين نموذجين من الانتساب إلى الملة، فالانتساب المقبول للملة يتمثل في تبني الهوية الجماعية لأمة الإسلام أتباع محمد صلى الله عليه وسلم مع الالتزام والعهد الواعي للوصول إلى الحالة القلبية لمعنى الدين من الخضوع والانقياد لمقتضى معنى الملة ومقاصدها. أما الانتساب الثاني فهو انتساب جغرافي لهوية قوم يسكنون بقعة من الأرض مع حد أدنى من الشكليات والمظاهر وجهل أو تجاهل عملي لمقاصد الدين ومعناه الأصلي. فما يفهمه هؤلاء ‑أصحاب الانتساب الجغرافي‑ من الإعلان القرآني {ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه} لا يبتعد كثيراً عن تبجح أهل الكتاب بالتفرد والتميز. وهو انتساب لا تزكو به نفس ولا يرتفع به فساد.
ومن آفات التدين التي اُبتلي بها اليهود والنصارى الغلو والمبالغة وتجاوز الحد. فقد خاطب القرآن الكريم أهل الكتاب بقوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [النساء: 171]. وقوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 77]. وقد تسلّل الغلو والتطرف إلى المسلمين بصور متعددة. وأول مظاهر الغلو والمبالغة ما وصفه الإمام الشاطبي بتجاوز الدعوى على القرآن والادعاء بأنه يحوي كل أنواع العلوم والمعارف بما يخرجه عن دوره ووظيفته بأنه كتاب هداية وتشريع. “إن كثيراً من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحدّ فأضافوا إليه كل علم يُذكر للمتقدمين أو المتأخرين من علوم الطبيعيات والتعاليم والمنطق وعلم الحروف وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها، وهذا إذا عرضناه على ما تقدم لم يصح”. (الموافقات).
ومن مظاهر الغلو والتطرف الذي تسلل إلى المسلمين المبالغة في وصف محمد صلى الله عليه وسلم وتجاوز ما وصفه به القرآن الكريم من البشرية وعدم معرفة الغيب. {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ} [الكهف: 110]، {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف: 188]. وذلك مثل المبالغة السمجة لصاحب البردة عندما خاطب النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: “ومن علومك علم اللوح والقلمِ”.
ومن مظاهر الغلو والتطرف الذي تسلل إلى بعض المسلمين حمل أعرافهم وعاداتهم المحلية على الشريعة وجعلها من مظاهر الدين والتدين، بكل ما يعنيه التشدد في ذلك من فتنة وصد عن دين الله وإهمال لمقاصد الدين ورحمته للعالمين. ولو نظر المرء ‑على سبيل المثال‑ إلى أعراف الزواج ومتطلباته في بعض البيئات، لعلم مقدار ما تفرضه الأعراف من الحرج والظلم ومقدار الفتنة عندما يرتبط ذلك الظلم بالدين والتدين.
ومن أشنع مظاهر الغلو والتطرف الذي تسلل إلى بعض المسلمين استسهال وصف الناس بالكفر واستباحة دمائهم لمجرد المخالفة في الرأي أو بعض مظاهر السلوك. فترى هؤلاء ينصبون أنفسهم في مقام الفتوى والقضاء وتنفيذ الأحكام ‑مرّة واحدة‑ مع قلة في العلم وكثير من الحماس الجاهل والجراءة الحمقاء على الحرمات. وقد عرف أمثال هؤلاء في العصر الإسلامي الأول بالخوارج، ولكنهم في هذا العصر أشكال وألوان وأسماء ومجموعات مشبوهة تعمل بأمر الطاغوت للفتنة والتشويه. فليس من قبيل المصادفة أن لا تظهر هذه المجموعات مدعومة بالمال والسلاح والتغطية الإعلامية، إلا عندما تتحرك الأمة مطالِـبة بالحرية والكرامة، وأن يكون لدينها وهويتها مكان محترم في الفضاء العام وتوجهات الثقافة والسياسة.
ومن آفات التدين التي وقع فيها أهل الكتاب من اليهود والنصارى الاختلاف والتفرق. فقد حذّر الله سبحانه وتعالى المؤمنين من أمة محمد فقال: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105]. وعند استقراء الآيات التي وردت في النهي عن التفرق والاختلاف نجد تلازماً بين الاختلاف المذموم وبين البغي على المخالفين الذي يؤدي إلى التفرق. فالاختلاف في الرأي هو ظاهرة غنىً وتنوع وخصوبة لتلاقح الأفكار وإمكانية النمو والتطوير. وقد قرر العلماء أن على المؤمن ألا يضيق بالاختلاف في وجهات النظر، فالله سبحانه وتعالى ضمن الأجر والقبول لكل من عمل بما أداه إليه اجتهاده. والمؤمن في هذا مبتلى بالاختلاف الطبيعي المركوز في جبلة الناس وعقولهم وإمكانياتهم، ليعلم الله سبحانه من لا يخرجه الاختلاف في الرأي عن الحب في الله وما وجب عليه لإخوته في الإيمان، وليرى الله من عباده من يتجاوز الحد ويفجر في الخصومة ويخرجه الاختلاف في الرأي إلى التفرق والبعد عن أجواء المودة والرحمة والتعاطف.
وقد كتب الإمام ابن الجوزي كتابه “تلبيس إبليس” وبيّن في هذا الكتاب القيّم طرق إبليس في خداع أصناف من البشر وكيف يلبّـس عليهم ليطمئنوا إلى ما هم فيه من الغفلة والشرود. وقد استهل ابن الجوزي كتابه بفصل بعنوان “لزوم الجماعة” وذكر فيه جملة من النصوص والنقول عن فضل لزوم الجماعة والتحذير من الشقاق والاختلاف. وكأنه ينبه إلى أن الكثير مما يلبسه الشيطان هو مما يلحق الضرر والفساد على العامل في خاصة نفسه، ولكن أخطر ما يلبّـس به الشيطان على المؤمنين هو إفساد ذات البين والشقاق والبغي الذي يفسد الأمن والأمان ويفسد وحدة الجماعة ولحمة الاجتماع فلا يبقى مجال لاستقرار الحياة وقضاء المصالح. وفي الفصل الثاني من الكتاب تحدث ابن الجوزي عن الابتداع في الدين وأنه يشكّل الخطر الأكبر لإفساد وحدة الأمة وتفريق شملها. كذلك بيّن الإمام الشاطبي في كتابه “الاعتصام” ما تُحدثه البدع في كيان الأمة من التمزق والتشرذم. وكذلك فعل الكثير من العلماء المصلحين المجددين وبينوا أن محاربة البدع والاعتصام بالسنة هو الكفيل بترسيخ الوحدة الفكرية في الأمة وتجنيبها موارد التفرق والهلاك.